جمعية أصدقاء المدارس – المغرب
| GCHR
حلم تلميذ
لم يستطع أحمد التسجيل في المدرسة في تمصلوحت “لأن بيتنا بعيد وبشتغل مع أبي بالأرض”.
واقع مؤلم يعاني فيه جيل بكامله خطر الحرمان من التعليم الذي هو حق طبيعي وأساسي. فيما يُحرم أكثر من مئات الشباب والشابات من مقاعد المدرسة يضطر عدد منهم لقطع مسافات طويلة للذهاب إلى مدارس بعيدة للالتحاق بالدراسة الثانوية. هذا هو واقع الحال في تمصلوحت حيث لا تتوفر إلا ثانوية واحدة في منطقة يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، ما يجعل التلاميذ ينقطعون على الدراسة إلا من تيسّر لهم الحال أن يذهبوا يومياً الى مدينة مراكش او منطقة أمزميز. ويزيد الفقر من اللامساواة بين الناس بحيث يلجأ ذووهم إلى إدخالهم مبكراً لسوق العمل لمساعدة العائلة، مما يحرمهم من الالتحاق بالمدارس.
لمواجهة هذا الواقع تأسست جمعية أصدقاء المدارس من خمسة وعشرين عضواً لتشتغل على ثلاث مبادئ أساسية هي توجيه الطلاب لمتابعة البكالوريا والتسجيل والتكوين من خلال إعداد الملف الشخصي للتلاميذ، وكذلك تنمية التواصل والقيادة عبر تزويد الشباب والشابات بالمهارات اللازمة.
تؤمن الجمعية أن التعلّم جزء من الاحتياجات الإنسانية والأهداف الإنمائية على حد سواء. |
آمنت الجمعية بالحاجة الى رفع المستوى التعليمي بالمنطقة. العديد من الشباب والشابات يعبرّون عن تعطشّهم للتعلّم، ورغبتهم وأسرهم بالذهاب إلى المدرسة أكثر من أي شيء آخر، إلا أن التحديات كبيرة. سعت الحملة إلى تنظيم حملات مدافعة خاصة “ترافع” في المدارس العمومية التي تغيب عنها مرافق الصرف الصحي النظيفة. فعندما لا تتوفر المراحيض الخاصة، وتكون قدرة الوصول إلى المواد الصحية محدودة، فإن الشابات يتغيبن أيضاً، مما يؤدي إلى تراجع أدائهن المدرسي، وتصبح احتمالية دخولهن إلى المدرسة الثانوية وفرص التخرج منها أقل، الأمر الذي يحدّ بدوره من احتمال حصولهن على وظيفة في المستقبل. ومن دون احتمال الحصول على دخلٍ مستقل، تتعطّل الجهود الهادفة لتحقيق المساواة بين الجنسين.
الهاجس الأول للجمعية كان رصد مشاكل التعليم، ومن ثم مشكلة التنقل إلى المدرسة، وضمان الحق في الهوية سيما وأن أكثر من 200 تلميذ الذين تم تسجيلهم لا يملكون أوراقاً ثبوتية يستطيعون من خلالها التسجيل في المدرسة. أعدّت الجمعية ورشات تكوينية من خلال المسرح العلاجي والموسيقى العلاجية وتم توجيه الطلاب للتقدّم الى صف البكالوريا واعدادهم في التوجيه الأكاديمي. نظمّت الجمعية أيضا ملتقى محلي تضمّن العديد من الورشات التي تناولت مواضيع ترتبط بالكرامة والمساواة والحريات الأساسية وحالة حقوق الإنسان وخلقت فرصة تمكين للطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة.
وخاضت الجمعية مع الشباب الذين خضعوا للتدريب حملات وطنية ومبادرات بالتعاون مع الطلاب الجامعيين، اعتماداً على التمويل ذاتي، والشراكات مع جمعيات وطنية ودولية ومؤسسات تعليم.
- استفاد من انشطة الجمعية حوالي 70 تلميذ وتلميذة.
- نُظمّت حملات مدافعة بخصوص النقل المدرسي بالمناطق النائية.
- نُظمّت حملات مدافعة تأمنت بنتيجتها المرافق الصحية في أربع مؤسسات تعليمية.
- أصبحت جمعية أصدقاء المدارس عضواً لتقييم الخطة الوطنية للمساواة للتواصل مع البرلمانيين.
- تم تسجيل مجهولي الهوية بجهة مراكش آسفي في دفتر الحالة المدنية.
- تم إعداد مبادرات تضمن التعليم عن بعد بالمناطق القروية.
التعليم أساس التنمية
التعليم أساس التنمية هو نهج تتبناه جمعية أصدقاء المدارس وتعمل بموجبه على إتاحة فرص متكافئة في التعليم والتدريب والتمكين في المناطق الفقيرة والريفية لبناء الإنسان. تؤمن الجمعية أنه لكل إنسان الحق في التعلم والنمو في بيئة تحظى فيها صحته وسلامته بالأهمية القصوى”. على الأطفال والشباب أن يحصلوا على القدرة للوصول الآمن وغير المقيّد إلى التعليم، وعلى المدارس نفسها أن توفر بيئة لائقة ومناسبة للتعلّم.