بادرة “الثقافة في الفيلاج” نعم من اجل دمقرطة الثقافة و الفن بالعالم القروي – المغرب

|

مبادرة  “الثقافة في الفيلاج” بدار الشباب تحتضن الإبداع الكامن في كل إنسان.

 

 “استمتع بوقتك” – “دائما فكر انك موجود لهدف” – “من يعيش في خوف لن يكون حراً ابداً Get out of your” “comfort zone– عبارات ملهمة تزيّن جدران دار الشباب في منطقة آيت عتاب ضواحي أزيلال و تبعث فيها الطاقة الايجابية.

وفي الجانب الآخر حائط آخر سمي ب“حائط الابداعات”  رُسمت عليه قدرات وإبداعات الأطفال والشباب الذين وجدوا في هذا الفضاء الحر متنفساً لصقل مواهبهم والانفتاح على آفاق جديدة. 

وعلى حائط آخر عُلقّت “لوحة برامج التكوين والتدريب” التي سعى من خلالها سليمان كبايش مؤسس مشروع “الثقافة في الفيلاج” الى  استخدام الفن كلغة عالميّة قادرة على الإلهام…

آمن سليمان أن “كل شيء ممكن ولا شيء مستحيل طالما أن الإنسان يؤمن بما يقوم به”.. وبكلّ شغفٍ وإيمانٍ بالثقافة والفن، أسس مشروعًا يغيّر نظرته ونظرة شباب آخرين للحياة بمنطقة آيت عتاب ضواحي أزيلال. 

 

تنمية المناطق من خلال تنمية الشباب

في آيت عتاب، تلك البقعة الجغرافية الصغيرة على الكرة الأرضية والنائية في المغرب غابت الجمعيات التي تُعنى بالثقافة والفن، وتصدرّت الجمعيات التنموية الأولوية لتلبّي الحاجة إلى تأمين الماء والكهرباء، واستثمار الأراضي الزراعية. 

دمقرطة الثقافة ودعم الفن لقضايا حقوق الإنسان كان هدف سليمان، آمن بها فشكل فضاءً ثقافياً إبداعياً من خلال الرسم والمسرح والموسيقى والتعبير الجسدي ومسرح الشارع. ورشات تدريبية فنية تناولت المساواة بين الجنسين وحق الفتاة القروية في صنع القرار على المستوى الفردي والأسري والمجتمعي. 

“احترام الرأي وتقّبل الرأي الآخر” كانت رسائل أساسية قام سلمان بتمريرها عبر ورشات التمكين و جلسات الحوار.

 

 الشباب أصبح لهم مكاناً آمناً لحرية الرأي والتعبير، عالجوا في “دار الشباب” قضايا اجتماعية أساسية بواسطة الفن والحوار، وغيروا رؤيتهم لدور المرأة ولقدرة الشباب ولالتزامات صانعي القرار “من أهل السياسة”، وتعلموا كيف أن يكونوا جزءاً من حل وليس من مشكلة.  ساهم الفضاء الثقافي في كسر حاجز الخوف من التعبير بعد أن غابت عنهم كل المساحات التعبيرية، فأصبحوا يتحدثون عن هواجسهم وأفكارهم وأحلامهم. 

 

“الثقافة في الفيلاج مشروع أحدث تغييراً في نظرتي للحياة، فقد عزز قدراتي في الإلقاء أمام الملأ بكل ثقة ودون خوف كما ساهم في تقوية حسي النقدي ولغة الحوار والنقاش دون نسيان الأنشطة المتعلقة بالتوجيه الدراسي و الحياة المهنية.” ايمان ٢٠ سنة طالبة هندسة

 

في دار الشباب برنامج الفنون للأطفال، بحيث يتناولون قيم المواطنة ويعبرون عنها بكل ما أوتوا من إبداع لربط حقوق المواطن بحقوق الإنسان والمساواة في الحقوق الواجبات، وأصبح للألوان رموز فالأزرق هو لون البحر والحرية والأخضر هو لون الطبيعة و روح الإنسان.

 

استهدف مشروع “الثقافة في الفيلاج” فئة النساء، فقد ارتأى القائمون على المشروع أن هؤلاء النسوة إذا اقتنعن بالدور الذي تلعبه دار الشباب في التكوين والتأطير، فسيرسلن أبناءهن بدون تردد.

 في دار الشباب ايضا مبادرة “دردشات الفتيات” اللواتي لديهن قدرات هائلة ومؤهلات متقدمة وإنتاجية عالية وفعالية ممتازة، ولكن ورغم هذه الطاقات كانت لكل فتاة خطة حياة محضّرة مسبقاً، فتترك مقاعد الدراسة مبكرا للزواج. ساهم المنتدى في رفع وعي الفتيات على صحتهن النفسية والجسدية وطبيعة حياة المراهقة ومكنهن من زيادة المهارات لتكون كلّاً منهن عضوة فاعلة في المجتمع.

مبادرة  “الثقافة في الفيلاج” ألهمتني كشابة على مواصلة تطوير الخبرات التي اكتسبتها من تلك الورشات على الصعيد الشخصي و الدراسي. و أخذت على عاتقي مسؤولية التطوع و تقديم ورشات بنفس مستوى الجودة لافادة و دعم الشباب مثلي و بالتالي أن أصبح عضوة فاعلة داخل ايت اعتاب وخارجها.

وسيمة ١٩ سنة، طالبة جامعية

إلى جانب سلمان، هناك عدد من المتطوعين الذين يؤمنون بأهمية رسالتهم والدور الذي تلعبه دار الشباب، وهم يقومون بتوجيه التلاميذ لاختيار مسارهم الدراسي الذي سيقودهم مستقبلا إلى مهنة يمارسونها بحب واقتناع.

 

يقول سليمان :”انا نموذج إنسان بامكانيات بسيطة، لكني نجحت في تأسيس مجموعة من المبادرات والمشاريع التي يصعب تنظيمها  في آيت عتاب لأني آمنت بالاستثمار الفكري الذي يجب أن يُستثمر بطريقة جيدة وابداعية. في داخلي يقين بأن هناك صعوبات يمكن أن أواجهها وأبواب مغلقة لكني حتى لو وجدت الباب الأول والثاني والثالث والرابع وحتى  التسعين مغلقاً سأجد يوما ما باباً مفتوحاً وسأحاول أن استخدمه بشكل ايجابي لأحقق ما أريد.”

دار الشباب في ايت اعتاب هي فرصة ثمينة لكل شاب وطفل في البلدة لبلورة شخصيتنا ومؤهلاتنا و ملء الفراغ القاتل الذي نعاني منه. تمكنت من المشاركة في عددِ من الانشطة و البرامج. أذكر منها ورشتي ” تدريب في المهارات الحياتية” و “بصيص أمل” التي مكنتني المشاركة فيهما من لقاء شباب من كل البلاد، و التعرّف على تجاربهم الشخصية و الدراسية و أيضا المهنية. كما اني خضت حوارات معهم و طرحت الاسئلة بكل حرية في جو ملائم لتبادل الآراء. كل ذلك ساعدني على تنمية معارفي و تفكيري الإبداعي.

شرف الدين، متطوع سابق

 

 

 نحن صناع التغيير و سنصنع الأمل

على مدى ثلاث سنوات تمكن مشروع “الثقافة في الفيلاج” من تدريب ٥٠٠٠ مشاركاً ومشاركة ذكوراً واناثاً، نفذّ اثني عشر مبادرة برامج فنية وثقافية مختلفة ترتبط بشكل مباشر بحقوق الإنسان والمواطنة والديمقراطية، أطلق 35 برنامجاً في مركز الشباب، واستضاف ١٢٠ من الفاعلين الثقافيين والمتحدثين والمتحدثات من مناطق ومدن مختلفة في المغرب .

 

 

يقول سليمان كبايش أنه “من واجبي  إحداث تغيير في مجتمعي من خلال عملي ومهنتي، علّي أن أذلّل الحواجز والصعوبات التي نواجهها من أجل التغيير.يبدأ التغيير معي أولاً كمواطن من خلال أفكاري ثم معرفتي فأفعالي ، لينعكس على بيئتي ومجتمعي.”

مركز الشباب هو موطن لجميع الشباب.  اكتشفت أن لدي مهارات وقدرات خفية أيضًا. بسبب مركز الشباب ، أعرف من أنا وماذا أريد حقًا؛ بالإضافة إلى ذلك ، دفعني مركز الشباب إلى تطوير نفسي ومهاراتي سواء في تنظيم ورش العمل والفعاليات أو لخلق أفكار ومشاريع مختلفة من فكرة واحدة فقط.

محمد، ٢٧ سنة متدرب سابق في “الثقافة في الفيلاج” 

 

 مبادرة  “الثقافة في الفيلاج”  رسالة في الأمل والتغيير

 التغيير  يمكن أن يحدث في أي مكان وليس حكراً على المدينة. لقد ساهمت هذه الورشات في تعزيز ثقافة الاختلاف,وأثبتت أنه يمكن لأي مبادرة أن تحدث تغييرًا من خلال كلمة أو فعل أو ظرف ويمكن أن تولّد قادة أو صانعي تغيير في المجتمع.

أثبتت مبادرة  “الثقافة في الفيلاج” أن الثقافة الفنّيّة لا تقتصر على مبدأ “الفّنّ للفنّ” فحسب، بل تتعدّى ذلك إلى هدف أسمى وهو العمل والسعي إلى الإيمان بطاقات الإنسان خدمة للإنسان وللمجتمع بأفرادهِ جميعًا، من خلال استخدام الفنون والسموّ نحو قيمٍ تحترم التنوع والاختلاف.

 

 

 

Article in 2M.ma 

Article in 2M.ma (Arabic version)

Facebook Page of The Aït Attab Youth Centre

Article on Mdi1TV Website

Article on HESPRESS Facebook Page

 

 


المغربالعنصر المحدد