بصمة أمل – العراق

|

بصمة أمل 

حين تتكلم الجدران 

شعارات سياسية وحزبية غطّت الجدران في شوارع بغداد تذكرنا بحقبة طويلة من الصراعات والأزمات المتتالية.  مبانٍ مهجورة يعلوها السواد والرهبة. حواجز اسمنتية ضخمة تتراكم بجوارها النفايات، تخفي ملامح المدينة وتطمر حضارتها بكلمات من مخلفات الحرب والدعايات السياسية والشعارات المذهبية. 

هكذا كانت مناطق وأحياء بغداد قبل أن تمسّها “بصمة أمل” وتحولّها إلى “متحف مفتوح للجميع”. 

الانطلاقة الأولى …. 

بدأت الانطلاقة الأولى مع فكرة الطالب علي في كلية المأمون -بغداد لتشكيل فريق طلابي متطوع والعمل على تنظيف وطلاء “الجدران الكونكريتية” المحيطة بالجامعة وتزيينها بلوحات فنية جميلة. تحولّت المبادرة التطوعية إلى “منظمة بصمة أمل للشباب والتنمية البشرية”. تأسست المنظمة بتاريخ  (2-2- 2016) من قبل مجموعة من الشباب من مختلف الأطياف والمذاهب ومن مختلف الجامعات والمعاهد العراقية. يبلغ عدد المتطوعين اليوم 310 من بينهم 54 فتاة.

نحن مجموعة من الشباب الواعي والمثقف الذي يمتلك حب الانتماء لهذا البلد ونحاول جاهدين بكل الطرق توعية الشارع العراقي من مختلف الأعمار والأطياف. تركيزنا على الشباب بصورة خاصة بصفتهم الأجيال التي تحمي مقدرات هذا الوطن من أجل النهوض بهِ والمساهمة في توعيتهم بصورة تفاعلية جميلة ذات موضوعية كبيرة .”

يتألف الفريق من فنانين تشكيليين وطلاب جامعات وحرفيين (حدادين ونجارين وبنائين..) الذين يحاولون عبر رسوماتهم ولوحاتهم إيصال رسائل للمجتمع تدعو إلى نبذ الطائفية ونشر ثقافة السلام والتماسك الاجتماعي، وتحث المواطنين/ات على القيام  بدورهم تجاه الأيتام والفقراء والمحافظة على النظافة العامة، وترشيد استهلاك الماء والكهرباء.

جداريات تنتفض في وجه سياسات الإهمال والتهميش “فن الشوارع”

آمن فريق المنظمة أن ‏الشباب هم صُناع التغيير الإيجابي في المجتمع، وفي زمن قياسي تم الاتفاق على الاستمرار بهذا المسيرة  ليترجموا أفكارهم على شكل جداريات تمتهن “فن الشوارع” وتكون وسيلة للتعبير عن أفكار الشباب وآرائهم بحرية وجرأة، أو انعكاس لطموح من اختاروا التعبير والتغيير من خلال نشر  ثقافة السلام والتماسك الاجتماعي. بدأ الفريق بحملة نظافة لمناطق بغداد وشوارعها من خلال القيام بنشاطات ميدانية مشتركة مع أهل المناطق ليصبحوا بعدها محرك الحياة في المجتمع وقلبها النابض.

 

 

وبعدها أصبحت الرسومات واللوحات منتشرة على الجداريات والكتل الاسمنتية تنتفض في وجه سياسات الإهمال والتهميش وتدعو إلى السلام والتعايش والتفاؤل.

ويرى الصحفي حيدر عبد السلام في مبادرة “هؤلاء الشباب للتحرك بمفردهم رغم كل المعوقات التي تواجههم. ……أنهم يسدّون فراغاً كبيراَ تعجز الحكومة عن تغطيته”.

 

 

إنجازات بصمة أمل

قامت بصمة أمل بحملات توعية حول مناهضة العنف وخطاب الكراهية، والدعوة إلى السلام والأمن واحترام حقوق الإنسان نفذتها في العديد من الأماكن من بينها أكثر من مئة مدرسة من مدارس بغداد بمختلف المناطق الشعبية والنائية والعديد من الجامعات العراقية ومنها كلية المأمون الجامعة، جامعة بغداد الجادرية، جامعة التكنولوجيا، الجامعة المستنصرية، الكلية التقنية الطبية. أيضاً طالت الحملات مستشفى الطفل قسم الامراض السرطانية والمركز الصحي القائمين في منطقة الإسكان وكذلك الكتل الكونكريتية المتواجدة في ساحة عدن ودور العبادة ككنيسة سيدة النجاة القائمة في منطقة الكرادة، وروضتي الكرامة الأهلية وغرناطة.

 

  

 

عملت بصمت أمل على تجميل الكثير من الشوارع الرئيسية في العاصمة بغداد من خلال تنظيفها بالكامل ورسم أجمل الجداريات واللوحات الفنية من خلال تجميل أسفل جسر الجادرية وقد استمر العمل خمسة ايام على التوالي، وكذلك المدخل الرئيسي في منطقة الكاظمية المقدسة وأيضا شارع اكد بالكامل وحي السلام الطوبجي بالكامل. التجميل طال أيضا الكتل الكونكريتية الخاصة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومدخل منطقة الحرية وكذلك دور كبار السن في بغداد وأيضاً دور الأيتام والأطفال.

 

علاج لمن يرسمها كما الناظر إليها.

بصمة أمل كما اسمها بعثت الأمل واصبحت رسوماتها بمثابة العلاج لمن يرسمها وللناظر إليها. زيّن الشباب مئات الجدران في العاصمة ورسموا عليها، محاولين تقديم رسائل إلى المجتمع بشكل عام والشباب منهم خصوصاً تتعلّق بضرورة التحرك “للإبداع والإنجاز على أرض الواقع والخروج من السلبية والإحباط الذي يعانون منه”. ركزت بصمة أمل في نشاطها على الأماكن العامة ودور الأيتام ورعاية كبار السن، والمدارس والجامعات والمستشفيات.. حملت لوحاتها الكثير من القوة والجرأة في الرسالة الاجتماعية أو الثقافة التغييرية التي سعت إلى إيصالها ضمن مساحات واسعة وعامة وفي متناول الجميع.

 


العراقالعنصر المحدد