المغرب – eSTEM – تأثير تحدي تِكنوفيشِن (الفتيات، على سبيل التغيير!)

قُم بجولةٍ في أي كلية للفيزياء أو محاضرة في الهندسة، وستجد دون ريب أن الذكور يحتلون معظم المقاعد – إن لم يكن كلها. وتـزداد هذه الظاهرة سوءاً كلما تقدَّم مستوى دراسات الرياضيات والعلوم. إنَّ ثمة نقصاً كبيراً في تمثيل الفتيات في المجالات التي اصطُلح على الإشارة إليها باختصار STEM، وهي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات*. تواجه الفتيات والنساء القلائل اللواتي يبدأن مسارهن المهني في مجالات STEM أماكنَ عملٍ يهيمن عليها الذكور، ومعدلات مرتفعة من التمييز. وأمَّا القوالب النمطية والتوقعات الجنسانية فتتسبب في إدامة هذه الفجوة في التعليم، بحيث يشكل الرجال الأغلبية الساحقة من الطلبة الملتحقين بدراسة اختصاصات STEM في التعليم العالي. إنَّ ثمة عقبات كأداء تعترض سبيل المساواة بين الجنسين، إذ يعمل التحيز الاجتماعي الراسخ على تشجيع الفتيات – بل إنهن في بعض الحالات يُدفعن دفعاً – إلى التركيز على الزواج والأطفال.

eSTEM المغرب (العلوم البيئية*، والتكنولوجيا، والهندسة والرياضيات) هي منظمة مغربية غير ربحية بدأت عملها في آذار/ مارس 2014، بمنحة من برنامج التبادل الأمريكي TechWomen.* إنَّ مهمة eSTEM  المغرب هي تزويد الفتيات والنساء المغربيات بما يكفي من الأدوات والثقة بالنفس لتشجيعهن على الالتحاق بالمهن العلمية والتكنولوجية، مع نشر الوعي بتحديات التنمية المستدامة والدور الذي تقوم به التكنولوجيا في عالم مستدام.  تهدف eSTEM إلى مساعدة الفتيات على خوض تجارب من شأنها أن تغير حيواتهن وتمكينهن ليصبحهن قادرات على متابعة مساراتهن المهنية في مجالات STEM.

تقوم المنظمة بتمكين الفتيات من خلال التدريب والتوجيه وتقديم الدعم للمشاركة في المخيمات والمسابقات الدولية وبرامج التبادل.

أطلقتeSTEM المغرب في عام 2015 دورة الانعقاد الأولى للـ “المؤتمر الدولي للفتيات في مجالَي العلوم والتكنولوجيا”، لمناقشة التحديات والحلول المختلفة الساعية إلى التحاق عدد أكبر من الفتيات بمجالات STEM بشكل عام، وفي المناصب القيادية بشكل خاص. وقد صعد عدد من الفتيات النابهات إلى المنصة لمشاركة قصصهن وبعث الإلهام في المزيد من الفتيات لكي يؤمنَّ بقدراتهن.

أطلقت eSTEM برنامجاً دولياً سمَّته تحدي تِكنوفيشِن*، يتضمَّن منهاجاً سنوياً يتناول ريادة الأعمال والتكنولوجيا، يستهدف الفتيات من سن 10 إلى 18 سنة من أجل تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع، وتشجيع توجُّه الفتيات إلى مجالات STEM وتمكينهن من الوصول إلى التكنولوجيا، وكذلك تقدير قيمة العمل المجتمعي وأثره الاجتماعي، ولا سيما على المناطق الريفية.

تهدف هذه المبادرة إلى تغيير الكيفية التي بها تنظر آلاف الفتيات المغربيات إلى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ويقدم تحدي تِكنوفيشِن برنامجين هما فتيات تكنوفيشن وعائلات تكنوفيشن، يجمعان الأطفال والكبار من أجل التوصل إلى حل المشاكل الكبيرة في مجتمعاتهم.

في عام 2017، مُنحت eSTEM المغرب جائزة المواطن العالميThe Global Citizen Award  من قبل رابطة الأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية، تقديراً لمساهمتها في تحقيق هدف “التعليم للجميع”، وهو أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

في كل عام، وباعتبارها سفيراً رسمياً، تنظم eSTEM المغرب برنامج “تحدي تكنوفيشِن”، وهو أكبر مسابقة لريادة الأعمال التقنية للفتيات في العالم. يقدم تحدي تكنوفيشِن إلى الفتيات فرصة تعلم المهارات التي يحتجن إليها ليصبحن رائدات أعمال وقائدات في قطاع التكنولوجيا. تعمل الفتيات ضمن فِرق لتطوير أحد تطبيقات الهاتف المحمول ووضع خطة عمل لإطلاق ذلك التطبيق، بدعم من الموجِّهين وبالاسترشاد بمنهاج تكنوفيشِن الذي يجتاز الطلاب من خلال أربعة مراحل لإطلاق تطبيق جديد للهاتف المحمول، مستوحاة من مبادئ التفكير التصميمي:

• التصوُّر: تحديد مشكلةٍ ما تواجه المجتمع.

• التكنولوجيا: التوصل إلى حلٍّ بواسطة تطوير تطبيقٍ للمحمول.

• ريادة الأعمال: وضع خطة عمل لإطلاق التطبيق.

• التسويق: تقديم مخرجات العملية إلى السوق.

انضمَّت أكثر من 23,000 فتاة من أكثر من مئة بلد في جميع أنحاء العالم إلى تحدي تكنوفيشِن.

• انضمت 81 مدينة وقرية إلى تحدي تكنوفيشِن في المغرب.

• شاركت أكثر من 1320 فتاة (تتراوح أعمارهن بين 10 سنوات و 18 سنة) في ورشات العمل.

• قام 296 مرشداً بمساعدة الفتيات على إنشاء مشروعاتهن.

• قام أكثر من 50 حَكَماً بتقييم المشروع الأخير.

• تم إنشاء 283 تطبيقاً للهاتف الجوال.

• نال البرنامج 3 جوائز دولية.

بعد التطوع للعمل مع تكنوفيشن تمكن  58 في المئة من المرشدين من تعزيز مهاراتهم التقنية، فيما تمكن 67 في المئة من المرشدين من زيادة معرفتهم بريادة الأعمال، وتعلم 70 في المئة من المرشدين أن يكونوا موجِّهين فعالين.

ترى eSTEM أن الغاية من دعم الفتيات والنساء ليست منحهن فرصة لتمكينهن الذاتي وحسب، بل هو أيضاً رحلة من شأنها تغيير حياتهن، إذ يكتشفن أنفسهن وإمكاناتهن، من خلال العمل مع فريق منظم ذي مهارات عالية. ترغبeSTEM  في توسيع نطاق نشاطها من خلال إدخال المزيد من الفتيات إلى قطاع التكنولوجيا وريادة الأعمال قبل حلول عام 2030.