مشروع سوار – المغرب

|

مساعدة المراهقات المهمَّشات على أن يُصبحن قائدات

إنك تكبرين كل عام، لكن ينبغي ألا تكبري على الهامش!!!

التحدي

إنَّ ثمة أسباباً كثيرة تبقي الريفيات من الفتيات المغربيات خارج المدرسة، بما في ذلك الحواجز الاجتماعية والثقافية والعملية. يؤدي النقص في المساكن الداخلية ووسائل النقل المناسبة وسوء البنية التحتية للطرق إلى تفضيل الآباء إبقاء بناتهم في المنزل. إنَّ الفتيات المراهقات هُنَّ أكثر الفئات ضعفاً وتهميشاً على الكوكب في يومنا هذا إذ يواجهن تمييزاً مزدوجاً لكونهن إناثاً وحديثات السن، فلا عجب والحال هذه في أن يواجهن الأزمات. إنَّ أكثر من اثنين وثلاثين مليون مراهقة في العالم هُنَّ خارج المدرسة، وهذا معدَّلٌ يتراوح بين ضِعف وثلاثة أمثال نظيره لدى الفتيان. ويقدر صندوق ملالا أن عشرين مليون فتاة أخرى في سن الالتحاق بالدراسة الثانوية قد يكُنَّ خارج المدرسة بعد أن يمر وباء كوفيد-19. في كل سنة، تصبح أكثر من ست عشرة مليون فتاة عرائس أطفال، والعديد منهن يصبحن أمهاتٍ فتيَّات ويعانين من مضاعفات حادة تتعلق بالولادة المبكرة.

الاستجابة

ربما تكون فتيات مشروع Soar هُنَّ الأكثر ضعفاً، لكنهن يملكن أعظم الإمكانات.

مشروع *Soar هو منظمة غير ربحية تقودها النساء، هدفها تمكين الفتيات والعمل كحركة نسوية للفتيات في سن المراهقة، أنشئت في عام 2013. يعمل المشروع مع الفتيات المراهقات بين الصف التاسع والحادي عشر في المجتمعات المهمشة من أجل إبقائهن في المدرسة. منذ عام 2013، خدم المشروع 2,386 قائدة، وكوَّن شبكة نشطة قوامها 174 مُيسِّرة، ويعمل في أكثر من خمسين موقعاً في جميع أنحاء المغرب وفي خمسة مواقع في أوغندا، وقدَّم 119,300 ساعة من نشاطات التمكين، ولديه 38 نادياً للفتيات القياديات. يعمل مشروع Soar على مساعدة الفتيات في سن المراهقة على بناء مهارات القيادة لديهن.

في مشروع Soar، نؤمن بأن تمكين الفتيات يؤدي إلى تمكين النساء، وجعلهن قادرات على الارتقاء بأسرهن ومجتمعهن وبلدانهن في نهاية المطاف. لا يمكن لأي بلد أن يتقدم إذا ما تخلفت الفتيات عن الركب.

 

يقوم مشروع Soar بتمكين الفتيات في سن المراهقة ليصبحن قائدات اليوم والغد. إنَّ رؤية مشروع Soar هي أن يُتاح لكل فتاة في الجنوب العالمي أن تتحقق بكل ما لديها من إمكانات، وأن تتوصل إلى معرفة قيمتها وصوتها وجسدها وحقوقها ومسارها.

 

ركائز التمكين في مشروع Soar

يقوم مشروع SOAR على خمس ركائز تمكين أساسية؛ أولها القيمة بحيث تكون الفتاة واثقة من نفسها، ولديها احترام عالٍ للذات، ولقيمتها وإمكاناتها، فتدرك أن قيمتها مماثلة لقيمة الفتى. هي أيضاً تملك الصوت لتعبِّر عن أفكارها بوضوح، وتخوض المناقشات بفعالية، وتنافح عن نفسها وعن الآخرين على نحوٍ منتج. كما أنها تفهم جسدها والتغيرات التي يخضع إليها، وتتعامل مع الحيض بكفاءة، وتقدر صحتها وعافيتها، وتدرك حقوقها، فتتمسك الفتاة بحقها في التعليم وتفهم حقَّها في ألا تتعرَّض إلى العنف، والتحرش الجنسي، والزواج المبكر والقسري. بالإضافة إلى ذلك، فهي مدركة لمسارها، تهتم بدراستها، وتقوم بالتخطيط للعمل بيُسر، وتمتلك من الأدوات ما يمكِّنها من تصور مستقبلها.

المبادرة

 

أنشأ مشروع Soar نظاماً للتمكين أهم سِماته كونُه قابلاً لتوسيع نطاقه وتكرار عناصره، ألا وهو مشروع Soar في صندوقSoar in a Box (PSB) ، وهو مساقٌ مدته خمسون ساعة يتكون من خمسة وعشرين ورشة عمل مميزة تمكن الفتيات المراهقات من فهم قيمتهن، ومعرفة صوتهن، وتقدير جسدهن، وتبنِّي حقوقهن، واستشراف مسارهن. وتتلقى جميع الفتيات عُدَّةً من مستلزمات الحيض لمساعدتهن على التعامل مع دورات الطمث لمدة ثلاث سنوات. يتم تنفيذ هذا البرنامج من قبل فريق من الميسرات المدرَّبات اللائي ينتمين إلى المجتمعات التي يعملن بها. ويُنفَّذ المشروع حالياً في أكثر من 42 موقعاً في جميع أنحاء المغرب وخمسة مواقع في أوغندا. وإذ تمضي الفتاة الملتحقة بمشروع Soar قُدماً في هذا البرنامج، فإنها تمرُّ بعملية تحوُّل، إذ تعزز ثقتها بنفسها، وتتكلم، وتتقبل جسدها الذي يمر بطور البلوغ، وتدافع عن حقوقها وحقوق جميع الفتيات، وتحدد أهدافها المستقبلية.

 

نال مشروع Soar الدعم من قبل الحكومات والمدارس والمجتمعات المحلية وأولياء الأمور. وتم اعتماده دولياً، كما تلقى التقدير من قبل ميشيل أوباما، وتمت دعوة منسقيه وعدد من المستفيدات منه إلى البيت الأبيض.

 

تمت الإشارة إلى مشروع Soar في فيلم “سوف ننهض”We Will Rise ، وهو فيلم وثائقي عن تمكين الفتيات أنتجته شبكة سي إن إن CNN، وهو الفيلم الوثائقي الأكثر مشاهدة في تاريخ الشبكة، فيما تمت الإشارة إلى مؤسِّسة المشروع في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز بعنوان: “تمكين الفتيات المراهقات في قرية تقليدية وفي أنحاء المغرب”.

كذلك ذكر العمل الذي ينفذه المشروع على قناة بي بي سي BBC، وقناة العربية، ومجلة شيب Shape وغيرها من وسائل الإعلام.

 

 

 

 

 

في كانون الثاني/ يناير 2020، مُنح مشروع Soar جائزة ائتلاف “مع الفتيات ومن أجلهن”. وتُمنح هذه الجائزة تقديراً لعمل “المنظمات المحلية الاستثنائية التي تعمل على الخطوط الأمامية لإيجاد عالم يتم فيه الاعتراف بحقوق الفتيات ورفاههن، وحيث تُحترم حقوقهن وتتحقق”.

 

 

 

على الرغم من كونهن ينحدرن من الفئة الاجتماعية والاقتصادية الدنيا، إلا أنَّ فتيات مشروع Soar يبلين بلاءً حسناً، كثيراً ما يفوق نظيراتهن من الفتيات اللائي حظين بالمزايا والفرص.

 

  • مُعامل قياس التأثير رقم 1: يواصل 94.5 في المئة من فتيات مشروع Soar في المغرب تعليمهن العالي، في مقابل 51.4 في المئة من الفتيات في جميع أنحاء البلاد.
  • مُعامل قياس الأثر رقم 2: يجتاز 95 في المئة من فتيات مشروع Soar في المغرب شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، في مقابل 54.4 في المئة من الفتيات في جميع أنحاء البلاد.
  • معامل قياس التأثير رقم 3: يجتاز 90 في المئة من فتيات مشروع Soar في المغرب امتحان الالتحاق بالمدرسة الثانوية في مقابل 67.9 في المئة من إجمالي الطلاب في جميع أنحاء البلاد.
    • معامل قياس التأثير رقم 4: تتـزوج 1.4 في المئة من فتيات مشروع Soar في المغرب دون السن القانونية، وهو ما يمثل انخفاضاً قدره 91.95 في المئة عن المتوسط الوطني لزواج الأطفال الذي يبلغ 16.
  • معامل قياس التأثير رقم 5: إنَّ نسبة  100 في المئة من فتيات مشروع Soar في أوغندا لم يتزوجن دون السن القانونية، مقارنة بالمتوسط الوطني البالغ 40 في المئة لزواج الفتيات القاصرات.
  • معامل قياس التأثير رقم 6: بقيت 100 في المئة من فتيات مشروع Soar في أوغندا ملتحقات بالمدرسة، مقارنة بمعدل التسرب الوطني الذي يبلغ 43 في المئة.

 

 

شهادات

“تعلمت في مشروع Soar أن أعبر عن آرائي وأفكاري. كما تعلمت أهمية المساواة بين الجنسين. إنني الآن لا أسكت أبداً عندما أتعرض للتحرش الجنسي”. – سميرة، 16 عاماً، المغرب.

“في قريتي، كنت الفتاة الوحيدة الملتحقة بالمدرسة الثانوية. عندما انضممت إلى مشروع Soar، لم أعد أشعر بالوحدة. أشعر الآن بأنني قادرة وقوية ومسؤولة، بعد أن اجتـزت مراحل البرنامج. لقد أصبحت مهمتي الآن أن أشارك ما تعلمته في مشروع Soar مع فتيات أخريات. لقد تمكنت من إقناع ثلاث فتيات أخريات من قريتي حتى الآن بالعودة إلى المدرسة!” – زهيرة، 15 عاماً، المغرب.

“سأدافع عن الفتيات في المواقف الصعبة. سأعارض الزواج المبكر والقسري للفتيات. سأعبر عن وجهة نظري بحُرية.” – نُهيلة، 16 عاماً، المغرب.

“سأدافع عن حقوقي، وسأتمكن من القيام بذلك بسبب المهارات التي تعلمتها في في مشروع Soar. سأعمل على إقناع الفتيات الأخريات بحقوقهن أيضاً. إنَّ المستقبل يبدو أكثر إشراقاً.” – أُميمة، 15 عاماً، المغرب.

“طلب إلي معلميَّ أن أكون رئيسة الفتيات في مدرستي بسبب شخصيتي وتميزي في الصف. إنَّ الفضل يرجع إلى مشروع Soar، فقد كنت خجولة جداً في البداية، حتى أنني ما كنت لأستطيع أن أكون عريفة الصف، ناهيك عن أن أغدو رئيسة الطالبات في المدرسة. لكن كل شيء تغير الآن. إنَّ ثقتي بنفسي تدهشني.” – أغنِس، 15 عاماً، أوغندا.

“كنت أفكر في ترك المدرسة واقترح والداي أن أتزوج. لكن أفكاري تغيرت تماماً بعد أن اكتشفت مشروع Soar. إنني الآن أوشك أن أتمَّ دراستي وأتقدم بطلب للالتحاق بجامعة جيدة.” – شيماء، 19 عاما، المغرب.

 

الأثر الإيجابي

 

 

انَّ مشروع Soar يتصدر مساعي إيجاد مسارات للفتيات المراهقات المهمشات مستخدماً نهجاً مستداماً يركز على الفتيات من أجل تحقيق التمكين. إنَّ منهاج مشروع Soar باللغة العربية هو الأول من نوعه الذي صُمم خصيصاً لتلبية احتياجات الفتيات، يقوم في أساسه على الحقوق، ويتقصَّد أن يحيد عن الأفكار والمعتقدات الأبوية السائدة.

 

الرؤية

يهدف مشروع Soar، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم المغربية، إلى تعديل منهاج مشروع Soar في صندوق للتمكين Project Soar in a Box Empowerment Curriculum لخدمة الفتيات النازحات و/أو اللاجئات، وتوسيع نطاق الحلول التي طوَّرناها إلى بلدان أخرى في الجنوب العالمي.

 

 

 


المغربالعنصر المحدد