إذ يقترب إكسبو حقوق الإنسان البديل من أجَل انقضائه هذا العام، فإنَّ مركز الخليج لحقوق الإنسان ينضم إلى الدعوات الصادرة عن أكثر من ثمانين جماعة حقوقية، وخبراء في الأمم المتحدة، وأعضاء في البرلمان الأوروبي، ومئات الأفراد؛ للإفراج عن المدافعين المحتجزين عن حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة وسواها من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

عند افتتاح معرض دبي إكسبو في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أطلق مركز الخليج لحقوق الإنسان وأكثر من عشرين من المنظمات الشريكة حملةً مدتها ستة أشهر سعت إلى إلقاء الضوء على القمع الذي يُمارس في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى مواجهة السردية الزائفة عن قيم “التسامح” و “الانفتاح” التي تدعيها الإمارات لنفسها. وقد بدأت الحملة بفعالية ثقافية خُصصت لحقوق الإنسان، وبتوجيه عريضة ورسالة إلى السلطات الإماراتية من أجل المطالبة بالحرية للناشطين الإماراتيين #FreeEmiratiActivists، وشملت كذلك حملة للمطالبة بالحرية للسجناء في البحرين #FreeBahrainiPrisoners، وبلغت ذُروتها في مارس/ آذار 2022 بفعالية للاحتفال بيوم المرأة العالمي.

لدى انعقاد إكسبو حقوق الإنسان البديل، الذي تمَّ عبر الإنترنت في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قدَّمت ستٌ وعشرون منظمة حقوقية، ومعها جمهرة من الكُتَّاب والناشطين، تنويهاً بالمدافعين عن حقوق الإنسان من الإمارات العربية المتحدة ودعت إلى إطلاق سراحهم. وقد شارك في هذه الفعالية التي استضافها كلٌّ من الناشط والكاتب البارز إياد البغدادي، ومديرة برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان في مركز الخليج لحقوق الإنسان وئام يوسف، مدافعون عن حقوق الإنسان وشعراء وفنانون وموسيقيون وكتاب وصانعو أفلام من اثني عشر بلداً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك من خارج المنطقة.

وقد كان الهدف من هذه الفعالية إلقاء الضوء على أعمال عدد من المبدعين من المنطقة، وكذلك على الإنتاج الأدبي لعدد من الناشطين المسجونين، الذين تمت قراءة أعمالهم أثناء الفعالية. وهؤلاء هم أحمد منصور في الإمارات العربية المتحدة، وعبد الهادي الخواجة في البحرين، وكولروخ إبراهيمي إيراي في إيران، وكل من علاء عبد الفتاح وسناء سيف في مصر. خلال هذه الفعالية، تلا المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان خالد إبراهيم مقطفات من شعر منصور ورثى المدافعة الإماراتية عن حقوق الإنسان آلاء الصديق التي توفيت مأسوفاً عليها في يونيو/ حزيران 2021. وقد عرضنا مقطعاً تقرأ فيه شيئاً من شِعرها، وطالبنا بالإفراج عن أبيها الدكتور محمد الصديق من محبسه في الامارات. كما ألقينا الضوء على قضية المدافعة السعودية عن حقوق الإنسان لُجين الهذلول، التي ما تزال خاضعة لحظر السفر، وقد قامت أختها لينا الهذلول بتأليف كتاب مع أوما ميشرا-نيوبري، التي قرأت مقاطع من الكتاب. وقد سعدنا بعدئذٍ لتلقي أنباءٍ عن إطلاق سراح سناء سيف، بيد أنَّ مركز الخليج لحقوق الإنسان يواصل دعوته إلى الإفراج عن المدافعين الآخرين عن حقوق الإنسان.

يمكنكم مشاهدة تسجلٍ لإكسبو حقوق الإنسان البديل مترجماً إلى الإنجليزية أو مشاهدة الأصل باللغتين على قناة مركز الخليج لحقوق الإنسان على يوتيوب. وثمة مقاطع مصوَّرة قصيرة أخرى على صفحة الإكسبو. وقد شارك في الفعالية أو شاهدها أكثر من تسعمئة شخص، من خلال قناة مركز الخليج لحقوق الإنسان على يوتيوب وعلى حساب مركز مناصرة معتقلي الإمارات على تويتر، وشاهد ثلاثمئة شخص آخرين المقاطع المصوَّرة منذئذٍ.

#AltExpoHumanRights

وضمن حملة إكسبو حقوق الإنسان البديل، عمد كلٌّ من مركز الخليج لحقوق الإنسان، والمصلحة الدولية لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، والحملة الدولية من أجل الحرية في الإمارات العربية المتحدة، والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، ومنظمة القسط لحقوق الإنسان، في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إلى تسليم رسالة إلى سفارات الإمارات في جنيف ولندن، طالبت فيها 81 منظمة غير حكومية بالإفراج عن الناشطين المسجونين في الإمارات. وقد تم تسليم الرسالة، التي تلقي الضوء على المدافع السجين عن حقوق الإنسان وعضو مجلس إدارة مركز الخليج لحقوق الإنسان، أحمد منصور؛ بمناسبة عيد مولده الثاني والخمسين. وانضمت ميلاني غينغِل، عضو المجلس الاستشاري لمركز الخليج لحقوق الإنسان، إلى الفعالية أمام سفارة الإمارات العربية المتحدة في لندن، حيث صوَّرت مع الشركاء الحاضرين مقطعاً مصوَّراً لمناسبة عيد مولد منصور.

تابعوا #FreeAhmed #FreeEmiratiPrisoners.

كما قام كل من مركز الخليج لحقوق الإنسان والحملة الدولية من أجل الحرية في الإمارات العربية المتحدة بإعداد عريضة دعت حكومة الإمارات إلى الإفراج عن المدافعين الإماراتيين عن حقوق الإنسان ممن يقضون أحكاماً مطوَّلة بالسجن لا لشيء سوى عملهم الحقوقي، ولا سيما أحمد منصور، والأكاديمي الدكتور ناصر بن غيث، والمحامي العامل في مجال حقوق الإنسان محمد الركن، والدكتور محمد المنصوري، والعالم الشيخ محمد عبد الرزاق الصديق. وقد وقَّع العريضةَ الموجهة إلى السلطات الإماراتية مئاتُ الأشخاص، ليوجِّه هذا رسالة جلية مؤدَّاها أن الناس في جميع أنحاء العالم معنيون بقضية المدافعين الإماراتيين ومنشغلون بها. وينتهي معرض دبي إكسبو في 31 مارس/ آذار 2022، غير أننا نحثُّ الجمهور على الاستمرار في التوقيع على العريضة ومشاركتها، مع المطالبة بالحرية للناشطين الإماراتيين #FreeEmiratiActivists والحرية لأحمد #FreeAhmed.

وكإجراءِ متابعةٍ لعمل الائتلاف المعني بإكسبو حقوق الإنسان، وقبل يوم من حلول اليوم الوطني لاستقلال البحرين في 16 ديسمبر/ كانون الأول 2021، عمد مركز الخليج لحقوق الإنسان إلى توحيد الجهود مع أكثر من اثنتي عشرة منظمة غير حكومية معنية بحقوق الإنسان ضمن حملة عامة طالبت بالحرية للسجناء البحرينيين #FreeBahrainiPrisoners، بالإضافة إلى جُملة من جهود المناصرة الداعية إلى الإفراج عن سجناء الرأي. وقد أعقبت ذلك خيبةُ أملٍ مريرة بسبب استثناء مدافعين بارزين عن حقوق الإنسان من 105 سجناء تم إطلاق سراحهم، غير أن الحملة ساعدت على تعزيز الوعي بانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين. وألقت حملة “بعد عَقدٍ من الزمان” الضوء على الذكرى العاشرة لصدور تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، التي حلت في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، مع نداء موحد من أجل الحرية للسجناء البحرينيين #FreeBahrainiPrisoners.

وتضمنت الحملة التي نسقتها كلٌّ من مريم وزينب الخواجة، منسقة حماية الصحفيين بمركز الخليج لحقوق الإنسان، عشرة مقاطع مصوَّرة عن قضايا كل من الدكتور عبد الجليل السنكيس، وعبد الهادي الخواجة، ناجي فتيل، وحسين عبد الوهاب، بالإضافة إلى مسائل التعذيب، وحرية الصحافة، والسجينات، ومعاناة المحتجزين من فقر الدم المنجلي، وقضية السيد رضا وأطفال آخرين في السجن (متاحٌ أيضًا على على قناة مركز الخليج لحقوق الإنسان على يوتيوب). وقد شاهد تلك المواد أكثر من 8200 شخص على حساب إنستغرام المخصص لحملة الحرية للسجناء البحرينيين.


في 8 مارس/ آذار، يوم المرأة العالمي، شارك مركز الخليج لحقوق الإنسان في تنظيم فعالية حول التضامن النسَوي في مجال العمل الحقوقي: قصصٌ مَرويَّة من شبه الجزيرة العربية، استضافه كلٌّ من المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان، ومنظمة القسط، والحملة الدولية من أجل الحرية في الإمارات العربية المتحدة. وقد شاركت وئام يوسف، مديرة برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان بمركز الخليج لحقوق الإنسان، في استضافة هذا الحدث مع جوليا ليغنِر من منظمة القسط. وكان من بين المتحدثات ثلاثٌ من أعضاء المجلس الاستشاري لمركز الخليج لحقوق الإنسان – كل من الباحثة والمدافعة السعودية عن حقوق الإنسان د. هالة الدوسري، والمدافعة اليمنية عن حقوق الإنسان رضية المتوكل، رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، والمدافعة العُمانية عن حقوق الإنسان حبيبة الهنائي، مؤسسة الجمعية العُمانية لحقوق الإنسان ومديرتها التنفيذية – بالإضافة إلى المدافعة الإماراتية عن حقوق الإنسان جنان المرزوقي. ولدى بدء الندوة، أشارت أليساندرا موريتي، عضو البرلمان الأوروبي، إلى ضرورة قيام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالدعوة إلى تحقيق المساواة للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقالت إن “المصالح التجارية ينبغي ألا تكون مقدَّمةً على حقوق الإنسان والعدالة”.

تناولت المشاركات جميعاً تحديات العمل الحقوقي في البلدان التي لا تحمي حقوق النساء. وتحدثت الهنائي عن حملتها من أجل حق المرأة العمانية في منح الجنسية لأبنائها، وعن كونها لم تتردد في الجهر بمواقفها، مشيرة إلى ذلك بقولها “إنني أرفض مغادرة هذا الكوكب بهدوء”. وذكَّرت الدكتورة الدوسري بمواقف الناشطات الجسورات ممن دافعن عن حقوق المرأة وجَأرنَ بالشكوى من نظام ولاية الرجل، وانتقدن توظيف الفعاليات الرياضية أو الفنية لتبييض صورة المملكة العربية السعودية. كما أشارت إلى استخدام أدوات المراقبة ضد المدافعات عن حقوق الإنسان والمدافعين في المنطقة. وتناولت المتوكل التحديات التي تواجه النساء اليمنيات اللائي يُقاسين أهوال الحرب، مؤكدة أن “الأولوية هي أن نكون أحياء”. وأشارت إلى أنَّ حقوق النساء في المشاركة في الحياة العامة والحماية الاجتماعية من العنف ضدهن قد ضاعت. وأمَّا المرزوقي، فتحدثت عما لقيتهُ وعائلتها من تنكيل اضطرها إلى مغادرة البلد. وأجمعت المشاركات في الندوة على أن الفضاءات المتاحة على الإنترنت قد عززت من تضامنهن، وأنهن ثمة شعوراً بالتآخي فيما بينهن وإن كُنَّ لم يلتقين قط. يمكنكم مشاهدة تسجيل الندوة.

وبالإضافة إلى تنظيم تلك الفعالية، فقد نشر مركز الخليج لحقوق الإنسان بياناً صحفياً لمناسبة يوم المرأة العالمي، وضمن حملة إكسبو حقوق الإنسان البديل، دعا الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما فيها السلطات في الإمارات العربية المتحدة، إلى “اتخاذ تدابير جادة لوضع حدٍ لممارسة العنف الجنسي والعنف القائم على الجنس، والحد من التحرش بالنساء بواسطة الإنترنت، والكف عن استخدام المراقبة للتنكيل بالمدافعات عن حقوق الإنسان، ووقف ارتكاب الأعمال الانتقامية ضدهن وضد أسرهن، ورفع حظر السفر عنهن، من بين قيود عديدة أخرى”.

يتوجَّه مركز الخليج لحقوق الإنسان بالشكر إلى أكثر من ثلاثين منظمة من المنظمات الشريكة، التي شاركته في تنسيق فعاليات الحملة ورعايتها، وإلى أكثر من عشرة آلاف شخص ممن شهدوا تلك الفعاليات ووقعوا العريضة ونشروا مواد المناصرة ذات الصلة على وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهدوا المقاطع المصوَّرة التي أطلقتها الحملة.

 

 

Description

Contact informations

related stories